الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة زياد الجزيري في حوار مليء بالاعترافات: «الكبايرية» مقصّرون، لكن النجم لن يموت !

نشر في  19 فيفري 2014  (11:38)

أتمنّى رؤية «الرّوج» في سوسة، وفرجاني ساسي ليس أفضل من «مارادونا» و«روبن» وشنايدر»
لن نفرّط في بونجاح اللهمّ إذا ما وفّر للنجم مليارات يوسف المساكني
المنتخب التونسي نائم في العسل منذ سنوات، ولن يوقظه إلاّ مدرب أجنبي لأن جلّ المحليّين لا يحسنون إلاّ الخطب الشعبوية
هذه تفاصيل حكايتي مع سليم الجديدي

أثار زياد الجزيري اهتماما كبيرا في الأونة الاخيرة خصوصا بعد حادثة الخلاف مع سليم الجديدي عقب مواجهة الترجي، كما أن مسائل عديدة تتصل بواقع النجم ومنها دفاعه عن لومار وبعض الانتدابات فرضت اجراء هذا الحوار المليء بالاعترافات مع مسير النجم ولاعبه السابق:
وأخيرا نلت صك البراءة من مكتب الرابطة المحترفة لكرة القدم، فهل يجوز القول إن ادّعاءات سليم الجديدي كانت باطلة؟
بالنسبة لموضوع خلافي مع الحكم الدولي سليم الجديدي لا أودّ العودة اليه، رغم أنه سعى الى ترويج كلام «لا عندو ساس ولا راس»، وقد أعذره بنسبة ضئيلة على أساس أنه كان مكبلا بالضغوطات وعلى أعصابه قبل لقاء الترجي، علاوة عن ذلك فإن الرابطة قالت كلمتها العادلة وهذا ما يجب احترامه..
قيل إنه جمعتك مكالمة هاتفية مع هذا الحكم واعتذرت له عن المناوشة الحاصلة بينكما قبل لقاء الترجي، إلا أن الجديدي اشترط عليك أن تعتذر منه أمام الرأي العام في وسيلة اعلامية، فما صحة ذلك؟
نعم هذا صحيح، فبعدما حصل بيننا قبل لقاء الترجي، أردت أن أكون المبادر بطلب العفو من سليم الجديدي كقناعة مني بأن الخلافات يجب ألا تتعدّى حدود «المستطيل الاخضر» وأن ما حصل بيننا من خلاف لا يفسد للودّ قضية، اتصلت هاتفيا بهذا الحكم لطيّ صفحة الماضي لكنه فضل أن يكون اعتذاري منه أمام الرأي العام في وسيلة اعلامية..
وهل نفذت طلب الجديدي؟
وهل أنا أجرمت في حقه حتى أنفذ هذا الطلب الغريب والعجيب؟..
مشكلة هذا الحكم أنه أراد تحويل مناوشة بسيطة - حصل مثلها بين عديد الرياضيين العالميين على غرار المدربين «مورينهو» و«أرسان فانغار»- الى قضية رأي عام..
كما أقول في هذا السياق، إنني عندما كنت لاعبا كنا نتعرّض للسبّ والشتم من قبل بعض الحكام، لكن كان كل شيء ينتهي بنزول الستار عن المباراة وبعيدا عن أي ضجيج أو استعراض للعضلات.. من جانب آخر أهمس لسليم الجديدي أنه لا داعي لـ «تطليع الماء للصعدة» وليعلم أن زياد الجزيري لا يكن له الحقد و«قلبو أبيض»..
ماردّك عمّن روّجوا أن الجزيري افتعل تلك المشكل قبل اللقاء المذكور من أجل التأثير على سليم الجديدي حتى يميل الى النجم الساحلي؟
سليم الجديدي كان عرضة للضغط بشتى الطرق من قبل الترجي طيلة الايام التي سبقت المباراة وليس من طرف النجم الساحلي، وبالتالي فإن هذه الادّعاءات مردودة على أصحابها..
وفي هذا السياق، أقول إن هذه التخمينات كان يجوز تطبيقها على حكم مبتدأ وليس على صاحب خبرة مثل الجديدي وبين الشوطين وليس قبل المباراة، خاصة وأن الخبرة علمتنا أن مثل هذه التصرفات المتحدث عنها لو تحصل قبل اللقاء قد تدفع أي حكم ليعمل العكس و«يشمت فيك» بقرارات قد تعود عليك بالوبال..
صرّحت سابقا أن النجم مع «لومار» لن يذهب بعيدا في ظل وجود لاعبين عاديين، ثم عدت بعد لقاء الترجي لتمدح زملاء «البلبولي»، ألا تسمي ذلك تناقضا؟
لا يجوز وصفي بالمتناقض، أوّلا لأني من طينة المسؤولين الذين لا يتسرّعون في اصدار أحكامهم بالسلب أو بالايجاب تجاه أي لاعب قد «تزهّر معاه» في مباراة وقد تعكسه «الكورة» في لقاء آخر، وثانيا لأني لا أريد منافقة اللاعبين في «ليتوال»، وهنا أقول عندما يعجز لاعبو النجم في مباراة قفصة لحساب الجولة النهائية من مرحلة الذهاب عن الحصول على ضربة ركنية واحدة، فهل تريدونني أن أشكرهم؟.. طبعا لا، فواجبي يحتّم عليّ نقدهم وبصرامة عندما يقدّمون أسوأ ما عندهم، وفي حالة التحلي بالروح القتالية وتقديم مردود غزير - مثلما حصل ضد الترجي- فأنا مطالب بشكرهم والاشادة بما قدّموه، هذا كل ماحصل..
تعرضت الى الكثير من الانتقادات بعد انتدابك لكل من مروان تاج ويوسف المويهبي ومحمد سلامة، لكن هذا الثلاثي حاز على اعجاب جماهير «ليتوال» في ظرف وجيز،فهل يعتبر ذلك صفعة من الجزيري لمنتقديه؟
ليست هذه أوّل مرّة أحظى فيها بالنقد القاسي، فقد سبق أن «شربت» من الكأس نفسها حين كنت وراء انتداب الثنائي عادل الشاذلي «وبيترولي دانيالو» وكذلك «لمين دياتا» ثم بغداد بونجاح لكن الحمد الله كانت الايام تثبت دائما أني على صواب والدليل أن كل هؤلاء قدموا الاضافة للنجم، لسبب بسيط وهو أن الجزيري عندما يقترح بعض الأسماء على الهيئة كان يحصل على موافقتهم ليقين زملائي أني «نفهم شوية كرة»..
بصراحة، هل انتظرت «الانفجار الكروي» للمويهبي وتاج في ظرف وجيز؟
كانت ثقتي فيهما كبيرة جدا، أوّلا لأن المويهبي وتاج من أحسن اللاعبين في بطولتنا ويمتلكان خبرة «الناسيونال» منذ سنوات، وثانيا لأني أحسست أنّ المويهبي صاحب 28 سنة بدأ يستعيد أيامه الجملية بألوان مستقبل المرسى، علاوة على أن تاج يتوق الى البروز أكثر ويحلم بالالتحاق بالمنتخب الوطني، لذلك منحناهما فرصة لصنع التحدي مع جمعية كبيرة وقد كان كلاهما أهلا لهذه الثقة ومازلنا ننتظر منهما المزيد.
يشاع أن هيئة النجم تكرّس سياسة المكياليين بين اللاعبين، فمن جهة تجدها تتذرع بغياب الأموال وتتهرب من دفع مستحقاتهم، ومن جهة اخرى يقال إنها تدفع لنجوم الفريق مثل الفالحي وغزال و«البلبولي» تحت «حسّ مسّ»؟
مستحيل أن أسمح بتفعيل سياسة المكياليين بين اللاعبين، لأن مثل هذه الاساليب هي وسيلة لتكسير المجموعة بأسهل السبّل.. لذلك أطمئن الجميع بأن هيئة «سي» رضا شرف الدين لا تتبع هذه الممارسات وتعتمد سياسة العدل بين كل اللاعبين ولا تعترف بسياسة منح الأموال «تحت الطاولة»..
روّج بغداد بونجاح أنه ضحى بعديد العروض المغرية حبا منه للنجم، فهل ما قاله يندرج في خانة «ماعون الصنعة» أم وصلتكم بشأنه عروض رسمية؟
لا توجد أية عروض رسمية بشأن بغداد بونجاح، قد تكون هناك أندية بصدد متابعته باعتباره لاعبا متألّقا وهدّافا، لكن «الرسمي يجيبو ربّي»..
كيف تفاعلت مع عملية انتقال أيمن عبد النور الى «موناكو»، وهل صحيح أن المبلغ الهام الذي سيدخل مستقبلا خزينة «ليتوال» هو سبب اعلان شرف الدين عن رغبته في التواصل مع رئاسة النجم؟
انتقال أيمن عبد النور الى جمعية «موناكو» الفرنسي هو فخر للنجم الساحلي - الذي لقنه أبجديات كرة القدم- بصفة خاصة ولتونس عامة، أما عن الشطر الثاني من سؤالكم أؤكد لكم أن سي رضا شرف الدين بصفته أكثر رئيس جمعية دعّم «ليتوال» في تاريخه -رغم الصعوبات المالية وتقصير المدعمين باستثناء حسين جنيح- في حق جمعيتهم فأنه لم يفكر في الهروب من مسؤوليته بل كان سيجدّد ترشحه من قبل تعاقد عبد النور مع «موناكو».
على ذكر رئاسة النجم أيعقل أن جهة الساحل تزخر بأصحاب رؤوس الأموال والكفاءات و«الكبايرية» و«ليتوال» يعجز عن إيجاد مخرج لأزمته المالية والإدارية؟
نعم ماقلته فيه دلالة على أن رجال النجم مقصّرون في حق جمعيتهم، لكن ماهو مؤكد أن «ليتوال» حتى وإن تعب وكابد الصعاب فإنه لن يموت لأن رجاله مستحيل أن يتركوه يغرق..
في ظلّ الصعوبات المادية تردّد أنكم تخططون للتفريط في كل من «فرانك كوم» وبغداد بونجاح، فما حقيقة ذلك؟
في عالم كرة القدم، هناك عروض على غرار تلك التي حصلت مع يوسف المساكني، «مهبول» من يفرط فيها إذا كانت من وراءها سيولة مالية بالمليارات لكن ماهو مؤكد في النجم، أن «فرانك كوم» قد يرحل الموسم القادم، أما بغداد بونجاح فلا اللهم إلا إذا ما وصل عرض يوازي عرض «لخويا» القطري الى يوسف المساكني..
هناك تسريبات من كواليس هيئة النجم مفادها أنكم كهيئة ضقتم ذرعا من بعض المظالم التحكيمية، لذلك أصبحتم تخطّطون لسحب الثقة من المكتب الجامعي؟
نعم النجم الساحلي تضرّر من بعض الأخطاء التحكيمية، لكن ماهو مؤكد أن من أخطأ في حقّنا كان عن حسن نية، وبخصوص حكاية سحب الثقة من جامعة كرة القدم فلا أخالها موجودة في أذهان مسؤولي فريقنا..
على ذكر الجامعة، ما رأيكم في التحرّكات التي يقوم بها البعض لحلّ الجامعة وهم الذين وصلوا الى جمع عدد 110 وثيقة ممضاة من فرق تريد سحب الثقة من وديع الجريء؟
كل ما أستطيع قوله في هذا الشأن، إن «الطياح ساهل»، لكن من هو القادر على إعادة الوقار للجامعة والكرة التونسية؟.. من جهة أخرى لن أجزم أن هذا المكتب الجامعي «باهي أو خايب» لكن ما يهمني هل أن من يريدون اسقاطه يمتلكون الحلول الجذرية لانقاذ كرتنا من الغرق أم لا؟
هناك حديث في الكواليس عن أسماء زياد التلمساني وعلي الحفصي كمرشحين لرئاسة الجامعة مستقبلا، فهل من كلمة عنهما؟
للأمانة كلاهما قادر على إفادة الجامعة وتخليص الكرة التونسية من المشاكل.
أنتم في هيئة النجم متهمون بالتواطؤ مع الترجي للاطاحة بالنادي الصفاقسي انطلاقا من احترازكم على مشاركة «ندونغ»؟
في كلمة، لا يهمنا لا في الترجي ولا في النادي الصفاقسي، بل أن اهتمامنا الوحيد مركز على الدفاع عن مصالح النجم الساحلي فقط وفي إطار القانون.
هل زالت سحب خلافاتك السابقة مع «لومار» بشكل نهائي، وهل سيواصل هذا المدرب معكم لموسم إضافي؟
خلافاتي مع« لومار» دخلت طيّ التاريخ وأصبحنا صديقين برتبة شقيقين واقتربنا من بعضنا كثيرا ونتواصل معا لما فيه مصلحة النجم الساحلي، والمؤكد ان هذا المدرب العالمي سيواصل معنا في الموسم القادم.
المنتخب التونسي نائم في العسل منذ أشهر والضبابية تحيط به من كل جانب فمن يتحمّل المسؤولية؟
بل قل إن المنتخب التونسي نائم في العسل منذ سنوات والجميع يتعامل معه ببرود ولم يتجرأ أيّ كان على فتح ملفه بكل جديّة وهو ما يجعل مستقبله غامضا.
ومن هوّ الربان التونسي أو الاجنبي القادر على نفعه فنيا؟
عن أيّ مدرب تونسي تتحدث؟.. فرغم احترامي للجميع أقرّ بأنّ جلّهم لم يفلح إلا في الخطب الرنانة و«الشعبوية» لذلك لا مفر من استقدام مدرب أجنبي درّب منتخبات وطنية وعانق معها النجاح على غرار «ريمون دومنيك»..
ما هو تقييمك لمردود الافريقي والترجي والصفاقسي والنجم؟
كل هؤلاء متقاربون في المستوى مع أسبقية فنية للنادي الصفاقسي بحكم أن هذا الاخير تبدو معنويات لاعبيه مرتفعة بعد فوزهم بلقبين في الموسم الفارط.
من هو اللاعب الذي تتمنّى تحويل وجهته من «السي.. آس.. آس» إلى «ليتوال»؟
قطعا هوّ «الروج» فخر الدين بن يوسف..
هل ندمتم في النجم الساحلي على التفريط في فرجاني ساسي؟
نعم، لكن مثل هذه الاخطاء داخلة في قانون اللعبة وهي ليست حكرا علينا في تونس بل حتى نجوم عالمية مثل «مارادونا» و«روبن» و«شنايدر» فشلوا في برشلونة والريال قبل أن ينتفض «مارادونا» في «نابولي» والثنائي الآخر أي «روبن» مع «بيارن مونيخ» و«شنايدر» مع «لنتر» ثمّ قلعة السرايا التركي..

حاوره: الصحبي بكار